رئيس التحرير : مشعل العريفي

«الاهلي» بين لعنة مارادونا .. وبركة عمر

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد-متابعات: حضر الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا إلى السعودية في عام 1986، للمشاركة في احتفالات مرور 50 عاما «اليوبيل الذهبي» لتأسيس النادي الأهلي، لعب وأمتع وسجل هدفاً في المباراة التي جمعت الأهلي مع فريق بروندي الدنماركي. ووفقا لصحيفة عكاظ سافر مارادونا عائداً إلى نابولي ليصنع أمجاده، وانتهت احتفالات الأهلي، فيما بدأت الفصول الأولى لقصة نسجت من الخيال، عنوانها «لعنة مارادونا»، جند مسوقوها كل أحرف اللغة العربية لجعل النجم العالمي السبب الأهم في غياب الملكي عن الدوري لمدة تجاوزت 30 عاماً، مدعين أن اللعنة جاءت بعد اعتراض عدد من المحتسبين على مشاركة دييغو في الاحتفالات، والدعاء في المساجد على سفير الوطن. مرت السنون، اعتزل مارادونا، وترملت كرة القدم من بعده، وفي كل مرة يرفض الحظ مصافحة الأهلي، تعود هذه القصة للواجهة والتداول، وتزيد معها نسبة المؤمنين بتفاصيلها، متناسين أن الفريق في مواقف عديدة، غير جاهز لمعانقة حلم الدوري، وتنقصه مواصفات البطل من عناصر وإمكانات فنية وإدارية. فهِِِِم مسيرو النادي الأهلي المعضلة، خططوا، ونفذوا، ونجحوا، كل ذلك خلال عامين، حققوا المعادلة واكتملت شخصية البطل، وفي الوقت الذي مازال الواهمون ينشرون «لعنة مارادونا»، حلت بركة عمر السومة، المولود في 1989، أي بعد ثلاثة أعوام من قدوم دييغو للمملكة، وكسرت كل تابوهات الجهل. كتب السومة ورفقاه التاريخ من جديد، عانقوا حلم العمر، رسموا الفرح على تجاعيد سنوات الضياع، شكلوا بيت الحب الكبير، جمعوا كل من اعتاد لسانه على نطق «وعبر الزمان سنمضي معاً»، و«جدة كدا أهلي وبحر»، تحت سقفه. وبعيداً عن ذلك، يجب أن توثق في سجلات التاريخ، قصة الكفاح التي خطتها سنوات الصبر ما بين لعنة مارادونا وبركة عمر، والتي تصدر المشهد فيها، جمهور وأجيال اختاروا الجنون وهم في كامل قواهم العقلية، قاتلوا في كل الميادين، تجاوزوا كل العثرات والانكسارات، تمرسوا صناعة الفرحة من رحم المعاناة. الأهلي يا سادة .. قصيدة العشق الغائبة عن دواوين قباني.

arrow up